مصطفى إسماعيل حافظ


$5 

.


احتل الخليج العربي موقعًا هامًا في قلب حضارات العالم القديمة، وكان نقطة هامة على طرق الاتصالات التجارية سواء الإقليمية أو الدولية، البحرية منها والبرية، لقد نشأ على أرض سواحل الخليج العربي وصولاً إلى وادي السند، وخاصة في النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد والذي استمر حتى القرون الأولى من الألف الثاني ق.م، مجتمع عالي التطور والتعقيد، فيمكننا أن نقول إنه امتلك مزايا معاصريه من الحضارات المجاورة والثقافات المجاورة في تلك الحقبة الزمنية ويرجع ذلك إلى:

أولاً: - طبيعة المجتمع التجارية بصفة خاصة.

ثانياً: - حقيقة كونة مبنيا على البحر مع اعتماد كبير على الجزر كمركز سكني ونشاط ديني وفكري.

إن موقع الخليج العربي يعتبر كالقلب الذي ينبض بدقاته وثقافاته بين ثلاث قارات (اَسيا – أفريقيا – أوربا) (قارات العالم القديم) فعلى الرغم من التقدم التكنولوجي والعلمي وطرق المواصلات المتقدمة الآن في عصرنا.. إلا أن أهميته قديماً لم يستطع أحد أن يتجاهلها.

مما لا شك فيه أن لموقع الخليج العربي أهمية خاصة في حضارات الشرق القديم، حيث أن الخليج العربي يمتد من مضيق هرمز وحتى منطقة الفاو جنوب العراق، مستمدًا غزارة مياه من شط العرب برافديه دجلة والفرات، فيبلغ طول الساحل الغربي لخليج الفاو في الشمال حتى رأس مسندم في الجنوب 1357 كم تقريبًا، أما عرض الخليج العربي فيتراوح بين 190-280 كم.

وعلى الرغم مما تحظى به المنطقة من شهرة واسعة وخاصةً في فترة القرون الثلاثة الأخيرة قبل الميلاد، إلا أن الأثرين والباحثين اهتموا بالمنطقة بوقت متأخر، ولكن هذه الجهود ازدادت نتيجة وصول العديد من البعثات الاَثرية العلمية إلى المنطقة.