د. محمد حسيني الحلفاوي


$3 

.


المواطنة؛ هي سفينة نوح، وهي الحل الأنسب للتعايش والتعاون ومشاركة جميع المواطنين في بناء أوطانهم وتقدمها، بل هي أمثل الطرق لضمان الأمن الاجتماعي والسياسي وسلامة بنيان أي دولة.. هذا ما توصل إليه علم الاجتماع السياسي، وما يحدث في بعض الدول الآن من احتقان مذهبي وتقاتل طائفي يجعل هذه القضية أولى القضايا التي يجب الاهتمام بها؛ لأن النموذج الذي يُراد له أن ينتشر في جميع دولنا العربية هو نموذج الدولة  المفتتة، وذلك في ظل مخطط "الفوضى الخلاقة " التي بشر به المحافظين الجدد واليمين المتصهين. 

ففي مصر يراد تقسيمها إلى مسلمين ومسيحيين، وفي سوريا والعراق وغيرهما يراد تقسيم المسلمين إلى سُنة وشيعة وهلُمَّ جرا، وهذا ليس من مصلحة الدين ولا الدنيا.. فالمواطنة إذًا ليست من قضايا الترف الفكري أو السياسي، بل هي صمام الأمان لأي دولة وخصوصًا الدول العربية التي يراد تفتيتها وتقسيمها لدويلات بزعم حماية الأقليات الدينية والعرقية.

لكل هذه الأسباب تأتي أهمية بحث مبدأ المواطنة والعقبات والإشكاليات التي تعترض طريقه، وما هي سبل تعميق الشعور بهذا المبدأ بين المواطنين؟.